مخطط الواحة جودة الحياة والمشي
المالك والمطور : مجموعة خالد البلطان العقارية
الحاجة إلى السكن المريح هي واحدة من أهم الحاجات الإنسانية وأكثرها صعوبة في التحقيق. فمع أن الإنسان ، لو توفرت له المادة ، يستطيع أن يبني لنفسة منزلاً مريحاً يناسب تطلعاته وتطلعات أسرته ، إلا أنه لا يستطيع أن يبني لنفسة حياً يسكن فيه أو يتحكم علاقات سكان الحي بعضهم ببعض أو في نوعية الخدمات والمرافق العامة التي بنى في هذا الحي. هذه العوامل خارجة عن تحكم الإنسان العادي، وأقصى ما يستطيع عمله هو أن يختار لنفسه حياً يناسب قدر الإمكان رغباته وأفكاره، لذلك ينبغي على المخططين مراعات تطلعات الأسر والعمل على تحقيق مجتمع يسوده الأمن والسلامة والعلاقات الاجتماعية.
هناك سوء فهم لدى المطورين لعملية تطوير الأحياء السكنية ، فالكثير منهم يعتقد أن اقتطاع مساحات من الأحياء للأرصفة والمرافق العامة أو الحدائق سيقلل من أرباحهم عند بيع الأراضي وقد أثبتت تجربة مخطط الخالدية بالواحة خطأ هذا الاعتقاد، فلقد وفر المخطط ممرات مشاة واسعة واختيرت أماكنها بحيث يمكن لجميع السكان أن يستخدموها بأمان وبحيث توفر قدراً كبيراً من الراحة والمتعة ، عنصر الأمان توفر عن طريق تركيز ممرات المشاة بحيث تصب في الحديقة الرئيسية بمساحة سبعون ألف متر مربع التي تتواجد المرافق التعليمية في نهايتها . وهكذا يستطيع الطلاب أن يذهبوا مشياً من بيوتهم عبر شوارع مشاة آمنة ، وعبر الحديقة الرئيسية إلى مدارسهم ، وبزيادة كثافة حركة المشاة ، عن طريق اختيار المواقع المناسبة لهم يتوفر الأمان إذ يتزايد احتمال وجود مشاة فيها في معظم أوقات اليوم.
إن المشي داخل مخطط الخالدية ليس سهلاً فقط ولكن ممتعاً أيضاً. عندما يمشي الأنسان يريد أن يرى أشياء جميلة فإلى جانب ممراة المشاة العريضة نجد في وسط الحي حديقة مركزية على شكل شريط طويل ، وقسمت إلى أربع مناطق ، لكل منطقة تصميم يختلف عن الآخر من حيث شكل ونوع الأشجار والجلسات وذلك لتوفير قدر من التنوع والإمتاع البصري.
تشجع الروابط الاجتماعية بين السكان وكذلك التقليل من المخاطر الأمنية ، دعا إلى تقسيم المخطط إلى خمسة أجزاء ، (حارات) ، يفصل الواحد عن الآخر منها شارع عريض عشرون متراً. وهكذا أصبح لزاماً على سائقي السيارات القيادة بسرعة متأنية إذ أن أطوال الشوارع لا تسمح لهم بالسرعة ، كما أن عدم وجود شوارع تخترق الحارة يوفر قدراً أكبر من الأمن ويقلل من حركة المرور التي لا علاقة لها بسكان الحارة. يتوسط كل حارة شارع مشاة مشجر متصل بالحديقة الرئيسية ، وفي وسطه يوجد مسجد الحارة. ولكل مسجد شكل وألوان تميزه عن مساجد الحارات الأخرى.
تنوعت مساحات الأراضي في مخطط الخالدية تنوعاً كبيراً (تتراوح بين 250 متر مربع إلى 3500 متر مربع) مما يسمح بوجود خليط سكاني من مختلف الدخول والمستويات الاجتماعية ويوفر كثافة سكانية مقبولة. وقد اختيرت أراضي على الشوارع الرئيسية (عثمان بن عفان والعروبة) للأستخدام التجاري ، بينما وضعت المرافق التعليمية بالقرب من نهايتي شريط الحديقة ، بحيث تكون على شوارع رئيسية ويسهل الوصول لها.
يقع المشروع بالقرب من تقاطع شارع الملك عبد الله وطريق عثمان بن عفان وهما شارعان رئيسيان بمدينة الرياض. مما يسهل ارتباطه بالمدينة. وقد قامت بعض شركات التطوير بانشاء مباني سكنية بنماذج مختلفة لبيعها على المواطنين. ويعكس هذا تقدير الناس للتخطيط الذي يأخذ احتياجات الناس بعين الاعتبار ويساهم في تحسين البيئة السكنية في مدينتهم وتحقيق جودة الحياه.