حي الواحة – الرياض

من قال أن المباني العامة ينبغي أن تكون ذات تصميم رسمي صارم؟ العكس هو الأقرب إلى الصواب فالأماكن العامة ينبغي أن تكون ذات مظهر مريح للنفس، يغري المار بالدخول، ويقنع المتردد بتجربة المكان والتعرف عليه، ويحتفظ بولاء من يرتادون المكان باستمرار . ينجح المصمم في تحقيق هذا عندما يكون الشكل الخارجي ممتع للنظر، والفراغات الداخلية مريحة، والخدمات سهلة الاستعمال. ذلك ما حاولنا تحقيقه ، فالألوان التي أخترناها بحد ذاتها، هي تجديد في عمارة المساجد، فقد جرت العادة على الإقتصار في عمارة المساجد على الألوان الطبيعية للمواد المستخدمة في الكسوة )الحجر، الرخام، الطوب، الخرسانة( أو دهان الجدران بألوان بيضاء أو متفرعة من اللون البني )البني، البيج، الحليبي( أو الرمادي. اللون الأحمر أو القرمزى أو البنفسجي أو الأزرق، ألوان يندر رؤيتها في المساجد. في هذا المسجد استخدم المصمم في الخارج خليطاً من الألوان البهيجة، تشمل الوردي، التركوازي، البنفسجي، والبيج والمنبثقة من الطبيعة. يقع المسجد في مخطط الخالدية الواحة ، الذي قمنا بتخطيطه أيضا بسكان الحارة. يتوسط كل حارة شارع مشاة مشجر متصل بالحديقة الرئيسية ، وفي وسطه يوجد مسجد الحارة. ولكل مسجد شكل وألوان تميزه عن مساجد الحارات الأخرى. وكذلك يتميز بحديقة شريطية طولية تخترق الحي، ويعد من ممرات المشاة العريضة المتصلة به.

وقد أختير موقع المسجد ليكون في مركز الحي بحيث يمكن الوصول اليه بسهولة بالسيارة أو مشياً على الأقدام، حيث يوجد المسجد عند التقاء أحد ممرات المشاة العريضة بالشارع المحاذي للحديقة الشريطية، وتم توفير مواقف للسيارات لمن يفضلون استخدام السيارات.
المدخل الرئيسي للمسجد هو من الجهة الشرقية حيث يوجد ممر مشاة عريض مشجر ومبلط بأنماط زخرفية ويكون بمثابة استمرار للمشاه.
فكرة التصميم ترتكز على عدة محاور، منها التدرج الفراغي الذي يقدم للزائر تنوعاً من الفراغات أثناء مشيه من الخارج إلى الداخل. بعد أن يوقف الزائر قاعة الصلاة وهي أهم جزء في المسجد، قاعة كبيرة خالية من الأعمدة التى تربك صفوف المصلين، وتعيق حركتهم ورؤيهم للإمام. ومن يتمعن في سقف هذه الصالة يجد فيه لوحة تشكيلية جميلة، هي أيضاً مصدر للإضاءة الطبيعية. قوس كبير يزين السقف ويدخل الضوء إلى الجزء الشرقي للقاعة عبر فتحاته المغطاة بالزجاج. وإلى جانب القوس هناك ثلاثة خطوط في الحافة الغربية والشمالية والجنوبية تدخل الإضاءة الطبيعية أيضاً عبر فتحات زجاجية. خلو المسجد من النوافذ التي تشغل المصلين حيث الإضاءة الطبيعية غير مباشره.